٣٠ سبتمبر ٢٠٠٨

شفاعمرو تبكي رحيل المربي والشاعر ماجد عليان

من: حسين الشاعر
ما زالت مدينة شفاعمرو تبكي غير مصدقة الفاجعة التي المت بها صباح امس السبت برحيل الشاعر والكاتب والمربي، مدير مدرسة العين الإبتدائية في مدينة شفاعمرو، الاستاذ ماجد مهنا عليان (43،5 عاماً)، الذي رحل عن الدنيا اثر نوبة قلبية حادة المت به في الساعة السابعة والنصف اثناء استعداده للتوجه للمدرسة والى مكتبه الذي اعتاد عليه منذ ثماني سنوات. وكان المرحوم قد دخل إلى مكتبه صباحا وشرع بالكتابة كما يفعل كل صباح، وعندما دخلت زوجته كان جالساً وراء مكتبه الخاص دون حراك، فاقتربت منه وصعقت من هول الصدمة، في البداية اعتقدت انه فقد الوعي فسارعت إلى استدعاء شقيقها الذي استدعى بدوره طاقم حياة الطبي، وحاول الطاقم الطبي بكافة الوسائل اسعاف الفقيد لكن كل المحاولات باءت بالفشل وتم إقرار وفاته على الفور. وتعتبر وفاة المرحوم الشاعر ماجد عليان خسارة كبيرة لشفاعمرو وللوسط العربي خاصةً انه كان شابا طموحاً، عرف بحسن خلقه ومسيرته التربوية. وكان المرحوم قد أصدر دواوين شعرية عديدة، وشارك في عشرات الأمسيات في الوسط العربي، وكان من المفروض ان يتم تكريمه مساء أمس السبت في امسية رمضانية لكن القدر كان اسبق. يذكر أن المرحوم تتلمذ حتى المرحلة الثانوية في شفاعمرو وتخرج من دار المعلمين العرب في حيفا، ثم درس اللغة العربية وادابها في جامعة حيفا، وعمل مدرساً للغة العربية في المدرسة الابتدائية (أ) ثم انتقل الى المدرسة الإعدادية وقبل ثماني سنوات تم تعيينه مديراً للمدرسة الابتدائية (العين). للمرحوم إصدارات عديدة منها «حوار مع الأنا»، «أحلى الكلام في الحب والغرام»، «ورد وعبير»، «نفخة في الصدر»، «تأملات في حقيقة الذات» ،وغيرها. المرحوم الشاعر ماجد عليان يعتبر علماً للتآخي والمحبة في المجتمع الشفاعمري الذي أحبه كما أحب مدينته شفاعمرو،وكان فعالاً في كل مناسبة، مضحياً من وقته الخاص لاجل نجاح المدرسة فقد كان إنساناً معطاءً لم يعرف الكلل والملل، وكنت شخصياً قريباً منه في المدرسة واعرف عن قرب كم تمتع بصفات حميدة ولن ننسى الفعاليات وأيام التراث والزجل التي كان ينظمها اسهاما في الحفاظ على تراثنا . هذا وشيعت جماهير غفيرة جثمان المرحوم الى مثواه الأخير في المقبرة الدرزية في المدينة عصر امس، بمشاركة ألاف المشيعين، من مدينة شفاعمرو وخارجها بينهم نائب وزيرة الخارجية مجلي وهبه واعضاء الكنيست محمد بركه وسعيد نفاع وعدد كبير من المفتشين والمسئولين في وزارة المعارف والمئات من رجال الدين الأفاضل من مختلف انحاء البلاد، ورؤساء مجالس محلية. واقيم حفل تأبين في بيت الطائفة الدرزية بعد صلاة الجنازة، افتتحه وأداره المربي نايف عليان، تلاه فضيلة الشيخ يوسف احمد ابو عبيد ورئيس بلدية شفاعمرو عرسان ياسين ومفتش المعارف احمد بدران باسم وزارة المعارف والمعلمين ولواء الشمال في المعارف. كما تحدث رئيس كلية دار المعلمين المحامي زكي كمال، وكانت الكلمة الأخيرة للأستاذ رياض شهاب باسم المعلمين في المدرسة ولجنة اولياء امور الطلاب. وقد تحدث جميعهم عن الخصال الكبيرة التي ميزت الشاعر والأديب مدير مدرسة العين الإبتدائية المرحوم ماجد عليان وأجمعوا ان رحيله يعتبر خسارة لشفاعمرو وللوسط العربي وللمعارف العربية. وقام وفد من الطلاب بوضع الأكاليل على ضريح المرحوم.

ليست هناك تعليقات:

اعلانكم مضمون في الديرة

اعلانكم مضمون في الديرة
elderah@gmail.com