٣٠ سبتمبر ٢٠٠٨

كلمة رثاء من المفتش احمد بدران ينعي بها المرحوم ماجد مهنا عليان

بسم الله الرحمن الرحيم
"كلُّ من عليها فان, ويبقى وجهُ ربّك ذو الجلالِ والاكرام" صدف الله العظيم نكادُ لشدةِ القهرٍ نظُنُّ القهرَ يشكو من القهرٍِ, وفي حذر نكتّمُ الحزنَ في الصدر وفي السّرٍ, فنخشى ان يبوحَ الصدرُ بالسّرِ. ذبلت زهرةٌ من زهرات بستاننا بالأمس كانت يانعة خبا صوتٌ مُفعَمٌ بالآمال, بالأمس كان شبابيّاً عالياً لهفي لغُصنٍ راقني بنباتهِ لوْ أمهلته التُّربُ للإثمار ما كنت إلا مثلَ لمحةِ بارقٍ ولّى وأغرى الجفنَ بالإمطار لقد فجعت شفاعمرو, وفجع التعليم العربي في الشمال, برحيل الأستاذ ماجد عليان وهو في عزّ عطائه. بعد ان اختطفتهُ الفقدُ من بين عائلته ومحبيه ففطرت لنا قلوب وتصدّعت لنا أكباد. ما أصعب الموت عندما ينقضُّ علينا انقضاض الصاعقة, فينتقي من بيننا خيرةَ الأصدقاء, ويترك في عقولنا وقلوبنا جرحاً عميقة يصعبَ ان تندمل. ماجد ! (وقد اعتدت ان أناديك باسمك بلا حواجز بيننا) ماجد ! ها هم أصحابك من حولك جاؤوك مودّعين يبكونكَ في صمت, بعدَ ان طواك الرد عنّا, فأضحى مزارُك بعيداً بعيداً. ثكلناك فثَكلنا السرور كلّهَ بعدما أخلفت الآمال وعدها, وأنجزت فيك المنايا الوعيد. ماجد ! بالأمس كنت الحسن والخير, الصوت والصورة والحضور المطلق. واليوم اصبحت الغياب الكبير, فكان لرحيلك وقعٌ كوقع السراج الذي ينطفئُ في سردابٍ معتمٍ كيف نودع من نحب؟ لقد كبر السؤال, ولا إجابة عن هذا السؤال. هذي أربعة كلماتٍ كألف مقال, عن الفاجعة هي أقصى ما يقال. زمن يسأل عن نعنى ما حدث يجد المعنى مذاباً بالسؤال. أبا مهنا! غرقنا بعد رحيلك في بحر لظى, سيظلُّ مرتدياً ثوب حداد سيظل تغسله منّا دموع الشقاء, فيا حزننا على رحيلك يا ماجد, يا حزننا على رحيل الشرفاء سنذكرك كي تحيا بنا الذكرى, وما نلقاه من ذكراك يُنطقُنا. ولا نلقى سوى حزنٍ على حزنٍ, وعبرةٍ تتلو أختها العبرة. أرثيك يا أخي ماجد وأنا احبس دموع الألم, حتى أصبحت اشكُّ بحرّ أنفاسي, فلا أدنيه من ثغري, اشك بصمت كراسي, اشك بنقطة الحبر وكل مساحة بيضاء بين السطر والسطر. ماجد ّ منذ إطلالتك على الحياة الدنيا, شحنك بيتك الطيب وصقلتك هذه البلدة الأصيلة بسلاحي العلم والأخلاق, فاقتحمت الحياة بشجاعةٍ وخلقٍ, وقد فاتك ان ما للحياة ديمومة ولا صيرورة. لم تبق لي يا أخي الا ان أشكو الى الله هذا المصاب الجلل, ولا غير الله يجدينا, جئنا نقدم لأنفسنا الثكلى تعازينا. نم يا ماجد, نم يا أخي وداعا برحمته الله في جنة الخلود عليك سلامُ الله مني تحيةً ومن كلّ غيث صادق البرق والرعد اذ نقدم تعازينا الحارة باسم لواء الشمال, باسم وزارة التربية والتعليم باسم التعليم العربي والدرزي, باسم زملاءك المفتشين والمديرين, باسم أسرة الهيئات التدريسية في شفاعمرو, ونعزي أنفسنا بهذا المصاب الجلل, ونسأل الله العلي القدير ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يلهمنا الصبر والسلوان انا لله وإنا إليه راجعون

ليست هناك تعليقات:

اعلانكم مضمون في الديرة

اعلانكم مضمون في الديرة
elderah@gmail.com