٠٤ أكتوبر ٢٠٠٨

يا ماجد.. لماذا استعجلت الرحيل؟

وليد ياسين
ما أصعب الموت حين يُغيّب الأصدقاء
وما أقساه حين يقصف الزهور
بالأمس كشجرة وارفة كان يقف على الشرفة، في ساحة المدرسة، على منصة أدبية، يغني للطيور، للحب، للحياة، يخترق القلب بكلماته، بمناقشاته، بعباراته، بقافياته، ويزرع في عيوننا الأمل
واليوم، ما أقساه هذا الفراق الذي يجعلنا نتحدث عنه بلغة الغائب، فينتزع الدموع من المآقي ويترك في القلب غصة، وكلمات تائهة لا تعرف الهدوء والسكينة ولا موضعها بين كلماته..
غنى للحب: صوَّرْتُ في عَيْنيكِ زَهْرَ حَدائِقٍ
وَِنَشِقْتُ من خَدَّيْكِ عِطْرَ دَوالي
ورحل
وغنى: أَيُّها المُبْحِرُ: خُذْني مَعَكا
وَلْيقولوا: هائِمٌ لَمْ يَرْجِعِ
ولم يعرف انه المبحر ونحن الذين بقينا على الرصيف نضيع في الزحام، نفتقد الأوتار، نبكي بصمت كأننا نخشى ان يسمعنا فيحزن.
ايها الراحل، ايها الباقي، هل أقول وداعا، هل أحملك امانة السلام على رفاق سبقوك إلى دار السلام، ام هل احتفظ بدموعي، اكتوي بنار الفراق وانتظر على الرصيف، علّ الباخرة التي حملتك إلى هناك ترجع فيجمعنا الندى في ظلال الكلمات؟
ماجد، ايها الانسان في مدرسة العين، التي جعلت منها منهلا للعلم والثقافة والفن التقيتك مرارا، كان وجهك يطل فرحا ومحبة، واليوم، حين اخذتني قدماي إلى هناك بحثا عن زملائك، كان السواد يغطي المكان، فاكتوى القلب بنار فراقك، في عيون رفاقك ورفيقاتك المعلمين والمعلمات الذين كانت تكفي نظرة واحدة في عيونهم كي نعرف كم احبوك وكم يعذبهم هذا الفراق...
ماجد، ايها الشاعر أسألك، بربك لماذا استعجلت الرحيل؟ اسألك وأنا المؤمن بقضاء وقدر الله العلي، لكن معذرة يا صديقي، فالقلب ما زال يستصعب هذا الفراق...

ليست هناك تعليقات:

اعلانكم مضمون في الديرة

اعلانكم مضمون في الديرة
elderah@gmail.com