٢٤ فبراير ٢٠٠٩

تنديد اسلامي مسيحي بالقناة العاشرة بعد تكرار اساءتها الى الانبياء عليهم السلام

ندد رجال دين مسلمون ومسيحيون بالقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي التي تواصل الاساءة الى الانبياء عليهم السلام من خلال برامجها الترفيهية، التي بلغت حد الان برنامجين، اسيء في الاول منهما للمسيح عليه السلام، وفي الثاني للنبي العربي محمد عليه السلام. وكانت القناة العاشرة قد أساءت قبل نحو شهر في اطار برنامج ساخر يقدمه ليؤور شلاين من المسيح عليه السلام، وفي ضوء حملة الاحتجاج والتنديد الواسعة خرج شلاين هذا وادعى انه لم يقصد الاساءة واعتذر، وما هي الا ايام حتى اسيء الى النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم في برنامج اخر تقدمه هذه القناة، هو برنامج "صراع البقاء" (هيساردوت) وهذه المرة على لسان يهودي عنصري، ضابط في حرس الحدود الاسرائيلي، يدعى نتان بيشفكين، والذي شوهد على الشاشة وهو يسمى احدى فردتي حذاءه باسم محمد والثانية باسم نسرين، امام بعض المشاركات في البرنامج اللواتي تضاحكن وهو يكرر تسمية فردة الحذاء باسم النب يالعربي محمد (حاشاك يا رسول الله) ويتساءل عن الفرق بين محمد ونسرين!
وكان بيشفكين هذا قد اظهر وجهه العنصري القبيح منذ الحلقات الاولى للبرنامج عندما عرف بان احدى المشاركات هي الشابة العربية نسرين غندور من حيفا، والتي قال بيشفكين هذا، في احدى حلقات البرنامج وعلى الملأ انه يجب قتلها. ولم تتحرك القناة لوقف التوجه العنصري لهذا السافل رغم الاحتجاجات التي صدرت عن جهات يهودية وصفت البرنامج بانه يحرض على العنصرية جراء تصريحات هذا السافل بيشفكين، بل لم تتردد القناة ببث ذلك المشهد البشع الذي يطلق فيه هذا المنحط اسم النبي العربي على فردة حذاءه!
وازاء الكشف عن هذا المشهد صدرت عن العديد من الشخصيات الدينية الاسلامية والمسيحية تصريحات منددة بهذا اسافل وبالقناة العاشرة التي وصفها سماحة القتاضي الدكتور احمد ناطور، رئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا، بالقناة الداشرة، مضيفا في بيان له ان هذه " القناة الداشرة، تأبى إلا أن تبقى مستنقعاً لرذائل الخلق، وبوتقة رجس للمارقين، الذين يتسَلوْن بالتطاول على الأنبياء بعد أن ضلوا وأضلوا. بالأمس خرج واحدٌ نكرة ليقود حملة مسعورة على نبي الله عيسى عليه السلام، فنعته بما تندى له جباه الشياطين واليوم يأتي قزمٌ آخر يأبى إلا أن يتطاول على مقام خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم. وهم في واقع الأمر إنما يقترفون من الافعال ما يقترفون كي يثبتوا كيانهم لأنفسهم، فهم الأعلم بأنهم لا يُعدّون بين الناس أناسًا، وبين البشر أحداً. إن الرسول صلى الله عليه وسلم منزّهٌ عما يقولون ويفعلون".
وقال سماحته: "ومع انه لا يُرجى إلا الشر من أهل الرذيلة، بعد أن سطت على أرواحهم حضارة الانحطاط وثقافة الانفلات، فإننا على يقين من أن المخلوقات الضالة إذا ما ضاع يقينها وتمعدنت ضمائرها، فإنها ستعيث في الأرض فساداً وستنهش ما حولها دونما رادع أو وازع". وأضاف: "إننا لا ننتظر من أمثال هؤلاء إعتذاراً، بعد أن نفثوا حقيقة أمرهم من حقد دفين قلوبهم، بل نتوقع من أهلنا مسلمين ومسيحيين مقاطعة هذه القناة التي تولت، ثم ضلت وَهَوَت. انه لينبغي أن يكون الواحد منا موقفًا، والموقف لا يكون إلا إذا صدق القولَ العملُ، فلتُطرد هذه القناة من بيوتنا ليرتد كيد المعتدي إلى نحره والله غالب على أمره".
ثم خلص إلى القول: "أما المجتمع الإسرائيلي اللاهي باللاوعي فهو لا يدري أن الشر الذي يستشري بين مساماته سيرتد إليه لا محالة، فمن غاب دليله لا تشغله حدودٌ تحصد شره".
وقال عضو الكنيست الشيخ إبراهيم عبدالله تعليقا على هذه الإساءة :" لم نخرج بعد من صدمة الإساءة لنبي الله عيسى عليه السلام وامه الطاهرة مريم عليها السلام من خلال برنامج ترفيهي تبثه القناة العاشرة الإسرائيلية ، والذي أساء إلى مشاعر مليارات المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم ، خرجت علينا نفس القناة بحملة شنيعة وسافلة ضد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ، والذي يدل على ما يبدو أن القناة تقود عن سابق إصرار وقصد حملة منحطة وممنهجه تستهدف الإساءة للديانات السماوية ورموزها ، وهي بهذا التصرف الأرعن تتجتاوز كل الخطوط الحمراء ، وتلعب بنار إن اشتعلت لن تبقي أخضرا ولا يابسا ، وستضع المنطقة على كفة عفريت ".
وأضاف :" الإساءة الأخيرة للنبي محمد عليه السلام جاءت لتدل على سيطرة ثقافة الحق والكراهية ، وهي جزء من الثقافة الإسرائيلية ، مؤكداً على أن حرية التعبير لا تبرر الإساءة إلى رسل الله ورسالاته، وأن هذا الفعل يعمق الأحقاد والكراهية بين الناس، ويثير الفتن بين أتباع الأديان"..
وتابع قوله :" لا أستبعد أبدا العلاقة بين هذه الإساءات المتتالية ضد رموز الإسلام والمسيحية وبين ممارسة الحكومات الإسرائيلية وأذرعها المختلفة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في انحاء فلسطين ، وخاصة في القدس الشريف . هنالك تأجيج متعمد واستخفاف مقصود برموز الإسلام والمسيحية إختبارا لجاهزية العالم الإسلامي والمسيحي من جهة ، وتمهيدا لتنفيذ مخخطات جهنمية تهدف إلى إنهاء الوجود الإسلامي والمسيحي في القدس بوجه خاص وفي فلسطين بوجه عام .".
وأكد الشيخ النائب :" لقد قمنا في الكنيست الماضية بتقديم إقتراح قانون بتجريم كل من يسيء لأي ديانة ، وسنعمل على متابعته وإقراره حتى يكون هناك رادع وعقوبة لأي شخص تسول له نفسه بالإساءة لأي ديانة سماوية، مشدداً على أهمية أن تكون للأطراف السياسية والاجتماعية، ومنها لجنة المتابعة كلمة حاسمة في هذا الموضوع ، ودعا إلى مطالبة القناة بالاعتذار ، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لضمان عدم تكرار مثل هذا السلوك المخالف للقانون والأعراف والتقاليد ...
هذا ووجه رئيس الحركة رسالة شديدة اللهجة بهذا الخصوص إلى مدير القناة العاشرة والوزير المختص ، مطالبا بالعمل على الاعتذار عن هذه الإساءة ، والعمل على شطب هذه الإساءة من أرشيفات القناة ، والتعهد بعدم السماح لمثل هذا السلوك أن يتكرر مرة اخرى ....
الى ذلك بعث المحامي توفيق الطيبي، مدير مركز انصاف لحقوق الانسان برسالة شديدة اللهجة الى ادارة القناة العاشرة ومديرها العام يوسي فرشيبسكي، والمستشار القضائي للمحطة المحامية دبورا قمحي، استهجن من خلالها الاساءة الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والى الجمهور العربي والاسلامي، من خلال التصريحات العنصرية والمسيئة التي وردت في برنامج "هسردوت"، و اوضح المحامي الطيبي بان هذه الممارسات لا تمس فقط بنسرين، بل بكافة الجمهور العربي والاسلامي. وطالب ادارة المحطة بالاعتذار الفوري للجمهور العربي، وعدم تكرار مثل هذه الممارسات العنصرية والمسيئة، واوضح انه يحتفظ بحقة في استنفاذ كافة الاجراءات القضائية.
وقال المحامي توفيق الطيبي في رسالته:" هذه التصريحات تجسد حالة الحقد العمياء تجاه العرب والمسلمين، وهذه تصريحات غير قانونية عدا عن كونها غير اخلاقية، وعليه نطالبكم بتقديم الاعتذار الفوري والاستنكار، والاحتفاظ بحقنا باستنفاذ كافة الاجراءات القضائية".
واضاف المحامي الطيبي في رسالته:" الى جانب ذلك عليكم العمل لمنع تكرار مثل هذه الحالات التي اصبحت بمثابة ظاهرة، وكذلك القيام بخطوات صارمة وعقابية تجاه من يقف وراء اعداد هذا البرنامج والممثل حفيف، وان يقدموا اعتذارهم الرسمي جراء تصريحاتهم العنصرية".

ليست هناك تعليقات:

اعلانكم مضمون في الديرة

اعلانكم مضمون في الديرة
elderah@gmail.com